الأصوات و الفعل بين العربية البمنان مقاربة تقابلية د. إسماعيل زنغو بزري.pdf
Aperçu texte
األصوات والفعل بين العربية والبمنان مقاربة تقابلية
د .إسماعيل زنغو برزي
2007
الزمن الصرفي -الذي تعبر عنه صيغ الفعل من ماضيه وحاضره ومستقبله -أو على
المستوى النحوي الذي بدوره يتجاوز الصيغة المفردة ،إلى التركيب في تحديد الزمن.
وهذا هو رأي بعض النحاة حول ارتباط زمن الفعل بالصيغة 17.إال أن ذلك ال يمكن
أن يعمم على جميع األفعال ،وال سميا األفعال الناقصة كالمقاربة والرجاء والشروع مثل:
كرب -عسى – شرع ،التي هي أفعال ماضية إال أن صيغها ال تؤشر على ذلكف ،ألن المراد
منها إثبات هذه المعاني المشار إليها بغض النظر عن وقوع القرب والرجاء والشروع في
زمن ماض.18
إذا كان هذا التقعيد يثير مشكلة ،هل من طرح آخر يمكن إتباعه للخروج من هذا
المشكل؟.
الجواب ،أن زمن الفعل تدل عليه الصيغة ،التي تضبط أقسامه الثالثة (الماضي –
المضارع -األمر) ،كما تقوم بعض األدوات بتحديد الزمن القريب أو البعيد...الخ ،والواقع
أن هذا ال يكفي ،مما يفرض اعتماد الجذر باعتباره أول محطة تستدعي الوقوف عندها في
تكوين الكلمة عموما والفعل خصوصا في اللغة العربية ،ذلك أن إكمال صورة الزمن يتحقق
من خالل المادة المعجمية ،وليس من الصيغة فحسب كما رأينا فيما مضى من األفعال
النافصة.
ومن هذا المنطلق ،نتحدث عن معجمة الزمن ،ثم عن حالة التوافق بين الصرف
والمعجم والتركيب ،أي الصيغة والمادة ،وتفاعلهما مع عناصر أخرى في التركيب،
واجتماع العناصر في توجيه الزمن ،يؤدي إلى تحديد زمنه بدقة.
19
ويمكن أن نضع لهذه المسألة الترسيمة التالية:
(ض .ر .ب) الجذر= الزمن.
وهذا يعني ،أن الجذر في حد ذاته يعبر عن الزمن؛ ذلك أن الزمن المعجمي يتحدد في
داللة مادة الفعل باعتبار الزمن هنا معنى من معاني هذه المادة ،وال عالقة له بصيغة الفعل.
-17د .تمام حسان ،اللغة العربية معناها ومبناها ،ص ،104 :و قارنه بـ تهذيب المقدمة ،للعال يلي ،ص.90 :
-18نفسه ،السامرائي ص.32-31 :
-19ينظر ،د .عبد المالك أعويش ،مدخل إلى المطابقة الزمنية و تكوين الفعل في اللغة العربية ،ص 109:كلية اآلداب .2003