الأصوات و الفعل بين العربية البمنان مقاربة تقابلية د. إسماعيل زنغو بزري.pdf


Aperçu du fichier PDF ------------.pdf

Page 1 2 34517




Aperçu texte


‫األصوات والفعل بين العربية والبمنان مقاربة تقابلية‬

‫د‪ .‬إسماعيل زنغو برزي‬

‫‪2007‬‬

‫الفاعل وينصب الفضالت كالمفاعيل‪ ،‬والحال‪ ،‬ويضاف إلى ذلك أن هذا الفعل يعمل متقدما‬
‫ومتأخرا وظاهرا ومقدرا‪.‬‬
‫ولكل هذه األهمية بحثوا فيه كثيرا‪ ،‬وأعطوه من األحكام ما سنتناوله‪ ،‬وقد خلفوا فيه‬
‫كتبا كثيرة‪ ،‬وقصرت جهودهم على الفعل وأوزانه‪ ،‬ومعانيه‪...‬الخ‪.‬‬
‫إذا كان هذا موقف القدماء تجاه األفعال‪ ،‬فإن النظرية اللغوية الحديثة تنكر هذه الصفات‬
‫في الفعل‪ ،‬وتراه مادة لغوية‪ ،‬ال يعدو أن يكون حدثا يجري على أزمنة مختلفة كالماضي‬
‫والمضارع‪ ،‬واألمر‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫و نجد صرفيا‪ ،‬أن اللغة العربية توظف أبنية متعددة‪ ،‬ومتنوعة تعبيرا عن شتى أوجه‬
‫المفاهيم الفعلية للتوصل إلى شتى أنواع الحدث والزمن‪ ،‬وهذه األبنية توجد في األصل الذي‬
‫يشترك فيه االسم والفعل‪.‬‬

‫‪ -.3.1.2‬تكوين الفعل في العربية‬
‫إذ عدنا إلى بنية الكلمة عموما وتكوين الفعل خصوصا‪ ،‬وجدنا أنهما يخضعان لقواعد‬
‫صرفية وصوتية صارمة‪ ،‬إذ يتميز الفعل في اللغة العربية بتكوينه من مستويين أساسيين‪،‬‬
‫وهما مستوى الجذر ومستوى الصيغة‪ 8.‬وتخضع بنية الكلمة في الدراسات الصرفية الحديثة‬
‫لسيرورتين اثنتين‪ ،‬يحددهما مساران صرفيان مختلفان‪.‬‬
‫‪ -1‬أن يعتمد الجذع كشكل قاعدي ينطلق منه في توليد الكلمات‪ ،‬وذلك في إطار ما‬
‫يعرف بنظرية الصرف السلسلية‪ ،‬وتتمثل في إضافة مجموعة من اللواصق إلى الجذع على‬
‫شكل سوابق ولواحق‪ ،‬ويحافظ الجذع في هذه السيرورة على بنيته‪ ،‬وهو ما يستبعد أحيانا‬
‫في اللغة العربية التي تلجأ في بعض األحيان إلى تكسير بنية الجذع عن طريق إضافة‬
‫الحشويات مما يجعلها لغة غير سلسلية‪.‬‬
‫‪ -2‬يتماشى هذا النوع مع خصائص اللغات غير السلسلية كالعربية‪ ،9‬في إطار ما‬
‫يعرف بنظرية الصرف غير السلسلي‪ ،‬التي تنطلق من الجذر باعتباره نواة الكلمة‪ ،‬والحديث‬
‫عن بنية الكلمة في هذه النظرية‪ ،‬يقتضي التمييز بين مستويات تنضيدية‪ ،‬تتمثل في شكل‬
‫‪ -7‬ينظر د‪ .‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬الفعل زمانه وأبنيته‪ ،‬ص‪.15:‬‬
‫‪ -8‬الشغروشني ‪ ،1987 ،‬ص‪ ،85 :‬في اطار النحو التوليدي‪ .‬و وتمام حسان‪ ،‬األصول‪ ،‬ص‪ ،133 :‬كنموذج للنحو الوصفي‪.‬‬
‫‪ -9‬الفهري‪ ،‬البناء الموازي‪ ،‬ص‪.36 :‬‬